الخلاصة:
يحدث الطلاق العاطفي عندما يحدث انفصال جسدي ونفسي وذهني وروحي بين الزوجين، على الرغم من استمرارهما في العيش تحت سقف واحد وأدائهما للواجبات الزوجية.
ويُعد الطلاق العاطفي من الظواهر التي لها آثار سلبية على الصحة النفسية للأطراف المعنيّة، حيث تظهر معدلات أعلى من الاكتئاب والقلق والشعور بالوحدة لدى هذه الفئة من الأزواج.
وتُعد النساء السعوديات أكثر عرضة للطلاق العاطفي نظرًا لعوامل اجتماعية وقانونية واقتصادية وثقافية.
ومن هنا تنبع أهمية فحص العلاقة بين الطلاق العاطفي ومظاهر الاضطراب النفسي (الاكتئاب، القلق، الوحدة) لدى النساء المتزوجات في السعودية.
تم جمع البيانات من عينة مكونة من 241 امرأة سعودية متزوجة (متوسط العمر = 34.41 سنة، الانحراف المعياري = 5.23 سنة)، باستخدام مقاييس لقياس الطلاق العاطفي، والاكتئاب، والقلق، والوحدة النفسية.
وقد كشفت النتائج عن وجود علاقة ارتباط دالة إحصائيًا بين الطلاق العاطفي وكل من الاكتئاب والقلق والوحدة. كما أظهر تحليل التباين الأحادي (ANOVA) أن النساء ذوات المستويات المرتفعة من الطلاق العاطفي سجلن درجات أعلى في مقاييس الاكتئاب والقلق والوحدة، مقارنة بذوات المستويات المتوسطة والمنخفضة.
وأشارت نتائج تحليل الانحدار الخطي إلى أن كلًا من الاكتئاب والقلق والوحدة تُعد من المتغيرات المتنبئة القوية بالطلاق العاطفي، حيث فسّرت 61٪ من التباين في درجات الطلاق العاطفي لدى العينة.
وتُبرز هذه النتائج الحاجة الملحة إلى التركيز على الآثار النفسية المرتبطة بالطلاق العاطفي، خاصة في المجتمعات التي قد لا يكون فيها الطلاق الرسمي مقبولًا أو مشجعًا.
كما تؤكد الدراسة أهمية إجراء تقييمات دورية وتدخلات علاجية في الوقت المناسب للأفراد الذين يعانون من مشكلات نفسية مرتبطة بالزواج، بما يسهم في استعادة العلاقة الزوجية الصحية.